برنامج بناء العقول باللعب
اللعب مع طفلك ينشطك أنت وطفلك ويقلل من التوتر. والأهم من ذلك كله، أنك ستستمتع أنت وطفلك معًا وتشعر بالبهجة من خلال اللعب. يتعلم طفلك التواصل والتفاوض والتسوية معك أو مع شريكٍ آخر.فإنهم يتعلمون التخطيط والمثابرة والتعامل مع خيبة الأمل عندما لا تسير الأمور تمامًا كما يعتقدوا.
لقد تبين أن اللعب هو عنصر أساسي لنمو الدماغ، وأحد الأسباب التي تجعل الأطفال يلعبون هو إقامة الروابط التي ستساعدهم مع تقدمهم في السن.
إن ممارسة الألعاب الوظيفية التنفيذية وألعاب الطاولة والألعاب ذات القواعد تبني المهارات لدى طفلك التي سيحتاجها ليكون ناجحًا في المدرسة ويومًا ما في حياته المهنية أيضًا. فإن التحلي بالمرونة في تفكيرهم، والقدرة على حل المشكلات، والقدرة على التحكم في دوافعهم، والقدرة على الاحتفاظ بالمعلومات في ذاكرتهم هي مهارات تدوم مدى الحياة. ومن المهم أيضًا أن يتعلم طفلك أن الفشل أو الخسارة أمر طبيعي. ومن المهم أيضًاً أن يتعلموا قبولها بطريقة مناسبة وكذلك التعلم منها.
هناك العديد من الألعاب المختلفة التي يمكن للأطفال لعبها. وواحد منهم هو التجمد الموسيقي.
لذلك نشغل بعض الموسيقى، ونجعل الأطفال يرقصون، ونعرض لهم بعض الصور لبعض حركات التجمد التي يمكنهم القيام بها، وربما حتى نسميها. نحاول فقط أن نجعل الأمر ممتعًا بحيث أنه بمجرد توقف الموسيقى، يجب على الأطفال التوقف عما يفعلونه، وعليهم أن ينظروا إلى تلك البطاقة التي تعرضها عليهم، وعليهم أن يأخذوا موضع الجمود.
وهذا يتطلب العديد من المهارات المختلفة التي يتعلمها هؤلاء الأطفال، وهو أمر بسيط جدًا، أن لا ينظر جميع الأطفال إلى البطاقات ويرون ما يجب عليهم فعله، فيستخدمون الأطفال الآخرين في الصف. مثلًا، إن يقف تلميذ هكذا، فيقلده التلميذ الأخر ويقف مثله.
أحد الأمثلة التي أحب أن أذكرها هو "ما يقوله سايمون". لذا فإن لعبة ، "ما يقوله سايمون"، مع أطفالنا تبدو وكأنها لعبة سهلة. نتذكر لعبها عندما كنا أطفالًا، ويمكننا القيام بذلك، دون أي مشكلة. لكن أطفالنا يعانون حقًا مع هذه اللعبة في الصف لأن الأمر يتطلب الكثير من الوظائف التنفيذية لكي ينجحوا فيها بالفعل، أو لمعرفة متى يجب عليهم عدم القيام بما يُطلب منهم، أو لمعرفة متى يجب عليهم مشاهدة أصدقائهم ويفعلوا مثلهم.
هذه هي كل الأشياء التي نقوم بها بشكل طبيعي يومًا بعد يوم. يمكننا أيضًا القيام بذلك بإستعمال الضوء الأحمر والضوء الأخضر. إنها لعبة ممتعة حقًا للأطفال. تجعلهم يعرفون أنه ليس عليهم استخدام آذانهم فقط بل يجب عليهم أيضًا استخدام أعينهم، وعليهم البحث فعليًا عن علامة التوقف وعلامة الانطلاق.من خلال هذه اللعبة أيضًا يستطيع الأطفال النظر إلى أصدقائهم، ويمكنهم معرفة ما إذا كان أصدقائهم يتوقفون أو يذهبون، وكذلك تدربهم على التوقف فعليًا عندما يريدون الذهاب، لكن ليس من المفترض أن يذهبوا. فإذاً سيتوقفون، ويفكرون بالفعل، ويقولون، حسنًا، يجب أن أنتظر، ثم يستمرون في المضي قدمًا.
ولكن ليس كل اللعب يجب أن يكون منظمًا ومخططًا له ليكون فعالاً. في الواقع، اللعب غير المنظم الموجه للأطفال يساعد طفلك على تطوير قدراته الإبداعية ومهاراته في حل المشكلات. حاول ألا تتولى إدارة المسرحية أو توجيهها، انضم إليها وكن شريكًا في اللعب.
يحتاج الأطفال إلى التوازن بين اللعب الداخلي والخارجي، حتى عندما يبدو الطقس غير مثالي للعب في الخارج. ارتدي ملابس مناسبة واستمتع باللعب في الثلج، المطر أو البرك. يتيح هذا النوع من اللعب لطفلك بناء مهاراته الحركية الإجمالية، وبناء أجهزة مناعة أقوى، وتطوير مهاراته. إنهم بحاجة إلى خوض المخاطر والشعور بالنجاح بتجاوزها.
هناك شيء أكثر خطورة من السماح لطفلك بالإتساخ واللعب الخشن والتعثر في الهواء الطلق، وهو السماح له بالجلوس أمام الشاشات لفترات طويلة من الوقت. إن قضاء الكثير من الوقت أمام الشاشات لا يقلل فقط من مقدار الوقت الذي سيقضيه في النشاط البدني واللعب، إنما قد يؤدي إلى مخاطر صحية مثل السمنة، ويمكن أن يساهم أيضًا في جداول النوم غير المنتظمة وقصر مدة النوم، والمشاكل السلوكية، وفقدان المهارات الاجتماعية.
يتطلب الأمر حقًا مجتمعًا لبناء أساس عقلي قوي لأطفالنا، ونريد أن نرى جميع أطفالنا يصلون إلى إمكاناتهم الكاملة ويمكننا معًا تحقيق ذلك.